الإصدارات

كلمة اليمن في مؤتمر الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية

في البدء يسرني التعبير عن امتناني للمشاركة في هذا المؤتمر الهام، الذي يناقش الهجرة الآمنة والمنظمة النظامية على المستوى الإقليمي والدولي فقد مثلت الهجرة جزءاً من التجربة الإنسانية عبر التاريخ والحضارات، وكانت مصدرا لازدهار وامتزاج الثقافات وانتقال الأفكار والخبرات، وتلاحم الشعوب وتقارب المعتقدات وتحقيق نوع من التوازنات في البلدان الحاضنة للمهاجرين، والمساهمة في الحد من العنف وتعزيز الأمن والسلام الدوليين إذا ما حَسُن تنظيمها وحوكمتها.

السيدات السادة
إن للجمهورية اليمنية تاريخا عريقا في الهجرة حيث قرابة 15 مليون يمنيا هاجروا إلى اصقاع الدنيا المختلفة فكانوا رسل الانسانية والسلام وفي القلب من صناعة الحضارة وبناء الانسان وتعمير الأرض على مر العصور والازمنة.

السيدات والسادة:
ان قضية الهجرة اليوم تمثل أهمية خاصة لبلادنا ، كونها تمر بمرحلة صعبة نتيجة انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من ايران أواخر العام 2014م، حيث انعكست آثاره التخريبية والتدميرية بشكل كارثي على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية في اليمن، ولم تكن قضية المهاجرين واللاجئين بمعزل عن هذه الأضرار البالغة التي لحقت بالبلاد منذ خمس سنوات .
أن انقلاب المليشيات الحوثية على السلطة الشرعية في صنعاء، أدى الى مضاعفة حالة النزوح والهجرة بشقيها الداخلي والخارجي، واضعاً بذلك البلاد أمام مشاكل وصعوبات جديدة لا طائل على تحملها ومعالجتها في ظل استمرار موجة الهجرة الدولية بجميع أبعادها.

السادة الحاضرون:
لقد أسفرت حرب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، عن نزوح أكثر من خمسة ملايين مواطنا داخل البلاد، وذلك بعد تصعيد أساليب المعاملات والاجراءات التعسفية والعنصرية والانتقامية للمليشيات ضد المواطنين في مناطق سيطرتها، واستحداثها لقوانين وقرارات تتنافى مع العادات والتقاليد ومبادئ حقوق الإنسان والعيش بسلام، وهو ما اضطرهم الى النزوح الى المحافظات المحررة التي أصبحت مكتظة بجموع النازحين الذين لا تستطيع الحكومة بمفردها تلبية احتياجاتهم الإيوائية والمعيشية وتوفير الخدمات الأساسية وعلى رأسها التعليم والصحة والخدمات العامة الاخرى.

السادة الحضور:
ولا يتوقف الوضع عند هذا الحد، بل هناك مئات الالاف من اليمنيين الذين اُضطروا للاغتراب والهجرة في الدول الاخرى، نتيجة هذا الانقلاب، اضافة الى المغتربين السابقين، ومن الناحية الاخرى استقبلت بلادنا خلال العامين الماضيين عشرات الالاف من المواطنين المرحلين بسبب إجراءات قوانين العمل الذي اتخذتها بعض البلدان التي يتواجد فيها عمالة يمنية كثيفة.

السيدات والسادة الحضور:
رغم ما تمر به بلادنا من أوضاع غير مستقرة ومشاكل مأساوية في النزوح الداخلي والخارجي للمواطنين اليمنيين، إلا أنه ما يزال يتدفق يوميا المئات من اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من عدد من البلدان التي تعيش مشاكل وصراعات داخلية، وعلى رأسها بعض دول القرن الإفريقي.

إن ذلك يمثل عبئا اضافيا ومستمرا وتحديا صعبا لحكومة بلادي التي تتعامل مع ذلك وفقا للأخلاق والأعراف والقوانين المحلية والدولية وتعمل بشكل مستمر على استيعاب هؤلاء اللاجئين والمهاجرين غير القانونين وحمايتهم من محاولة استغلال وضعهم الانساني من قبل المليشيات الحوثية في عمليات التجنيد والزج بهم في جبهات القتال او استقطابهم واستخدامهم في أعمال العنف والارهاب.

السيدات والسادة
تعمل حكومة بلادنا على إعطاء رعاية خاصة بالمهاجرين واللاجئين والمغتربين من خلال تنفيذ عدد من الانشطة والبرامج الهادفة الى دعم الأداء المؤسسي لوزارة شؤون المغتربين ومد جسور التواصل بين الوزارة في الداخل والهيئات والجاليات والمغتربين في الخارج.
وبرعاية ودعم من القيادة السياسية تم إعادة بناء هيكل وزارة شؤون المغتربين على أسس حديثه تستوعب (حوكمة الهجرة) وتقوم على رعاية المغتربين كأحد أهم أهداف التنمية ووسيلتها، وقد شرعنا من وقت مبكر في سن وتنفيذ التشريعات القانونية اللازمة لترتيب ورعاية حقوقهم ومنحهم التسهيلات اللازمة.
وافتتحت حكومتنا (13) ملحقية لرعاية المغتربين ضمن البعثات الدبلوماسية لبلادنا في الخارج، كما سيتم إنشاء مكتب للاتصال بالجاليات لتفعيل التواصل والمتابعة وتقديم الدعم بشكل مستمر.
وإضافة الى إنشاء هيئات للجاليات اليمنية في أكثر من (65) دولة بأكثر من (100) جالية، وهي هيئات منتخبة من قيادات جاليات المغتربين حول العالم وتقدم الرعاية للمغتربين والمهاجرين اليمنيين في بلاد المهجر، اضافة الى ذلك يجري الترتيب لإنشاء المجلس الأعلى لرعاية المغتربين برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء المعنيين.
كما ان الحكومة اليمنية تعفي العائدين الى الوطن من جميع الرسوم الجمركية لممتلكاتهم المنقولة.
وتقوم الحكومة اليمنية بالإشراف على تعليم ابناء المغتربين المهاجرين في بلدان المهجر من خلال الاشراف على أكثر من (40) مدرسة نظامية تدرس المنهج اليمني، وأكثر من (200) مدرسة صفية لتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية.
كما تخصص الحكومة لأبناء المغتربين المهاجرين نسبة 6% من منح التبادل المعرفي والثقافي للدراسات العليا في جامعات دول المهجر.
وتطمح الحكومة اليمنية ضمن خططها التنموية القادمة الى انشاء بنك المغتربين ومحكمة خاصة بقضايا المغتربين والمهاجرين ، وكذلك عقد المؤتمر العام الرابع للمغتربين والمهاجرين وتبني برامج التأهيل للعمالة اليمنية الراغبة في الهجرة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
كما توفر الحكومة اليمنية من خلال قنصلياتها المنتشرة في دول المهجر الاوراق الثبوتية وجوازات السفر وغيرها من الوثائق الرسمية التي يحتاجها المغترب اليمني.

السادة الحاضرون
وفي سبيل توسيع مسارات الهجرة النظامية فقد أولت حكومة بلادنا هذا الجانب اهتماما خاصا وتحرص على الاستفادة من تجارب وخبرات الدول الاخرى في مجالات تنظيم الهجرة وآليات وبرامج استيعاب المهجرين واللاجئين.
ونعمل على التنسيق والتعاون المستمر مع المنظمات والهيئات ذات الصلة بالهجرة والعمل وحقوق الانسان ولا نألوا جهدا في تقديم الدعم اللازم لتسهيل عملها.
كما نعمل على تعزيز فاعلية مواطنينا في المهجر من خلال التعاون المتبادل مع تلك البلدان وعلى وجه الخصوص الدول التي يتواجد فيها أعدد كبيرة من المغتربين اليمنيين بما يكفل صون حقوقهم وتحقيق المصلحة المشتركة.
ونسعى الى توقيع اتفاقيات ثنائية مع بعض تلك الدول لتلبية احتياجاتها من العمالة والبحث عن أسواق عمل جديدة بآلية حديثة أكثر تنظيما.
كذلك يأتي على رأس أولويات حكومتنا خلال المرحلة القادمة إنشاء مركز معلومات وقاعدة بيانات لحصر جميع المغتربين والمهاجرين واللاجئين وفقا لأحدث الانظمة والاساليب التقنية .
كما يأتي ضمن اهتماماتنا المستقبلية الاستمرار في تنفيذ حملات التوعية بمخاطر الهجرة غير النظامية واهمية الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة للهجرة.

الحاضرون والحاضرات
قبل الختام يطيب لي أن اتقدم بجزيل الشكر والثناء باسم القيادة السياسية لبلادنا ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، الى قيادة هذا المؤتمر والجهات المنظمة له والحضور الكريم لممثلي الدول والجهات المعنية بالهجرة.
أيضا لا يفوتني هنا تثمين الدور الكبير الذي يقدمه تحالف دعم الشرعية في اليمن ممثلا بالأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، على جهود الدعم والمساندة لاستعادة الشرعية وانهاء الانقلاب الحوثي، والتي لولا ما يقدمه الاشقاء لما استطعنا أن نحقق في هذا الملف أيا من الانجازات السابقة.

الحضور – السيدات والسادة
ختاماً: إن بلادنا تتطلع من خلال هذا المؤتمر للحد من مشاكل الهجرة الدولية بأبعادها المختلفة، والحصول على المساندة الكافية لتجاوز التحديات والصعوبات المتراكمة ، ويحذونا الأمل أن تحظى الجمهورية اليمنية باهتمام هذا المؤتمر والاعضاء المشاركين فيه من ممثلي الدول والمنظمات بما يساهم في انضاج وانجاح التجربة اليمنية في رعاية وتنظيم وتنمية الهجرة والمغتربين.

شكراً لحسن استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله



الدكتور محمد محمد العديل
نائب وزير شؤون المغتربين
رئيس وفد الجمهورية اليمنية

تحميل

دور رأسمال المغترب في التنمية الحوافز و المعوقات

دراسة مقدمة للمؤتمر العام الثاني للمغتربين من الأخ نجيب عبدالحق الصلوي -مدير عام مكتب الوزارة بمحافظة عدن
إن التوجهات الجديدة في بناء اقتصاد قوي و إيجاد تنمية شاملة لا تبنى على المباني والمصانع و البنية الأساسية فقط بل تحتاج إلى أن يواكب ذلك تحديث شامل للقوانين و التشريعات المعمول بها بهدف القضاء على البيروقراطية وأيضاً إيجاد كادر متخصص قادر على إنجاز الأعمال التي تتطلبها عملية الاستثمار و يحتاجها المستثمرين سواءً كانوا مغتربين أو غيرهم لأن ذلك يعتبر من العوامل المطمئنة للمستثمرين وهذا بدوره يحتاج إلى استقطاب أصحاب الشهادات العليا و المهتمين بالبرمجيات و أنظمة المعلومات و المتميزين وذوي الكفاءات و أصحاب الأفكار الجديدة في مجال الإنترنت ، وقطاع المغتربين مليء بهذه النوعيات المتميزة التي اضطرت إلى الهجرة لغرض تحقيق أهدافهم ، وهذه العقول خسرتها البلاد لأن من يذهب لا يعود إلا نادراً .

تحميل