الجاليات اليمنية

الجاليات اليمنية - وزارة شئون المغتربين

أولاً: توطئة :
جعلت أوضاع الصراع والحرب المستمرة في اليمن والدائرة منذ اكثر من خمس سنوات والتي جاءت نتيجة وبعد سيطرة المليشيات الانقلابية الحوثية على العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات اليمنية المملكة الأردنية الهاشمية واحدة من أهم الوجهات التي يقصدها اليمنيين من كافة الشرائح والمستويات المدنية والمجتمعية حيث تعتبر الأردن شريان رئيسي وحيوي مهم يربط اليمن واليمنيين بغيره من دول وبلدان العالم المختلفة.
هناك أعداد كبيرة من اليمنيين في الأردن سواء ممن يقيمون في أراضي المملكة بشكل مستمر كالعمالة اليمنية في المشاريع التجارية والاستثمارية المتنوعة أو من الطلاب اليمنيين الدارسين في الجامعات والكليات الأردنية وكذلك المستثمرين ورجال الأعمال اليمنيين الذين انشئوا وافتتحوا عدد من المشاريع الاستثمارية والتجارية في الأردن , أو ممن يزورون المملكة الاردنية الهاشمية بشكل مؤقت كالمرضى اليمنيين الذين يأتون لتلقي العلاج والرعاية الطبية المتميزة التي تقدمها المملكة أو الذين يأتون لمتابعة إستخراج التأشيرات من خلال السفارات والقنصليات الدولية المتواجدة في الأردن أو أولئك الذين يأتون للمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات التي تنظمها المنظمات والهيئات الأممية والدولية المتعلقة بالشأن اليمني.
تواجد الجالية والمواطنين اليمنيين في الأردن ممتد منذ سنوات طويلة ويحظى اليمنيون في الأردن بقدر عالي من الإهتمام والرعاية والترحاب الرسمي والشعبي من قبل السلطات والمواطنين الأشقاء الأردنيين وتحظى الجالية اليمنية بالإحترام والتقدير الخاص من قبل كافة المستويات الرسمية والشعبية الأردنية نظراً للعلاقات الوثيقة والأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين بالإضافة إلى كون اليمنيين من الجاليات الجيدة والايجابية الموجودة في الأردن بسبب هدوئهم واحترامهم للقوانين والتشريعات الأردنية ولتدني إن لم يكن انعدام مستوى الجرائم المنفذة من قبل يمنيين مقارنة بغيرهم من الجنسيات, هناك أيضاً نقطة قوة يتميز بها اليمنيين هنا في الأردن وتتمثل في وجود العديد من العشائر الأردنية من أصول يمنية منتشرة في مختلف المناطق والمحافظات الأردنية وهذه نقطة قوة متميزة يجب الاشارة اليها وأخذها بعين الاعتبار والبحث عن الطرق والوسائل التي تعزز فرص الاستفادة منها مرحليا واستراتيجيا في خدمة ابناء الجالية والمواطنين اليمنيين المتواجدين في الأردن.
في هذه النبذة التعريفية المختصرة سنعمل على توضيح عدد من النقاط وإضاءة عدد من النواحي المتعلقة بالجالية والمواطنين اليمنيين في الأردن وتبيين عدد من أهم المشاكل والتحديات التي تواجه اليمنيين في الأردن ونسأل الله التوفيق والسداد في هذا الجهد.



 
 
 
ثانياً: تكوينات الجالية اليمنية في الأردن:
يعيش في المملكة الاردنية الهاشمية عدد كبير من المواطنين اليمنيين الذين يتواجدون باشكال وتكوينات مختلفة حيث ينقسم ابناء الجالية اليمنية في الاردن الى عدة تقسيمات أهمها:

  1. المغتربين العاملين: وهم الذين يتواجدون في الاراضي الاردنية بغرض العمل ويتوزعون على مجموعة متنوعة من الأعمال في مختلف المحافظات والمناطق الأردنية .. وتتنوع هذه الأعمال في عدة مجالات مثل العمالة في المصانع والحرف اليدوية المختلفة مثل الخياطة والنجارة وغيرها وكذلك المطاعم والزراعة وعدد من المجالات الخدمية المتنوعة الموجودة في الأردن , هؤلاء العمال ينقسمون فعليا الى قسمين القسم الاول هم المقيمون الرسميون والمنضبطين بقوانين وتشريعات العمل الاردني والقسم الآخر هم أولئك الذين يعملون بطريقة غير قانونية رغم ان دخولهم في البداية تم بطريقة رسمية ولكن منهم من انتهت تصاريح أعمالهم ولم يقوموا بتجديدها ومنهم من دخل بغرض الزيارة او العلاج ثم استغل تواجده في الاردن ودخل الى سوق العمل بدون استكمال الاجراءات القانونية اللازمة للعمل في المملكة الاردنية.
  2. المستثمرين ورجال الأعمال: يوجد في الاردن عدد متنوع من المستثمرين اليمنيين في مجالات مختلفة مثل المصانع والشركات والاستيراد والتصدير والمزارع والمطاعم والاستثمارات العقارية وغيرها, هؤلاء المستثمرين يمثلون واحدة من أهم الشرائح اليمنية المتواجدة هنا في الأردن وهم يعملون على توفير مجموعة مهمة من فرص العمل لليمنيين المتواجدين في الأردن كما يعملون على تعزيز العلاقات الجيدة مع السلطات الأردنية التي تعمل بشكل مستمر على جلب الاستثمارات الخارجية للبلد , اوضاع الحرب والصراعات في اليمن وسيطرة المليشيات المسلحة على العاصمة اليمنية صنعاء التي كان يتواجد فيها العديد من رؤوس الأموال الوطنية المحلية الى الاتجاه للاستثمار في الخارج وقد كان للملكة الأردنية الهاشمية نصيب جيد من هذه الاستثمارات.
  3. الطلاب: للطلاب اليمنيين الدارسين في المملكة الاردنية نسبة جيدة ضمن المنتسبين للجالية اليمنية في الأردن وهم يتوزعون على مختلف الجامعات والكليات الأردنية سواء تلك الموجودة في العاصمة عمان أو في محافظات الأردن الأخرى وخصوصاً في تخصصات الطب والهندسة, وهناك أيضا مجموعة كبيرة من أبناء المغتربين اليمنيين في مختلف دول العالم الذين يتوافدون الى الاردن للدراسة فيها نتيجة لطبيعة ونوعية التعليم الجيدة والممتازة المتوفرة في الجامعات والكليات الأردنية.
  4. السياحة العلاجية: يتوجه للمملكة الأردنية الهاشمية عدد كبير من المرضى اليمنيين وخصوصاً أولئك الذين تستدعي حالاتهم المرضية السفر للعلاج في الخارج وتعتبر المملكة الأردنية واحدة من أهم الوجهات العلاجية للمرضى اليمنيين والذين يتوافدون الى الأردن بشكل مستمر اسبوعياً لتلقي العلاج واجراء الفحوصات التي لا تتوفر او يمكن تنفيذها داخل الأراضي اليمنية , وعادة تتراوح مدة إقامة هذه الشريحة في أراضي المملكة الأردنية الهاشمية من شهر الى ثلاثة أشهر وتستمر بعض الحالات الى ستة أشهر بالتوافق مع وقت ومقدار العلاج اللازم للحالات المرضية المتنوعة.
  5. اليمنيين الزائرين: بالإضافة الى التصنيفات الأربعة السابقة للتكوينات اليمنية التي تتواجد في الأردن هناك شريحة أخرى من اليمنيين الذين يأتون بشكل متتالي لحضور الفعاليات السياسية والانسانية التي تنفذها مجموعة من المنظمات المدنية والدولية الناشطة في الأردن وذات العلاقة بالقضية والشأن اليمني العام كالأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي وغيرها من الهيئات الأممية والدولية والتي تنفذ عدد متنوع من اللقاءات والاجتماعات والحلقات النقاشية وورش العمل وغيرها من الأنشطة والفعاليات والتي يحضرها بشكل متقطع عدد متنوع من الناشطين والاعلاميين والسياسيين والمسئولين الحكوميين وغيرهم من الشرائح المجتمعية اليمنية المؤثرة والتي عادة إقامتهم وبقائهم في الأراضي الأردنية مرتبطة بالفترة والمدة الزمنية المحددة لهذه الأنشطة والفعاليات, يمكن أيضاً أن تضاف الى هذه الشريحة اليمنيين الذين يأتون الى الاردن بشكل ترانزيت أو لأجل مراجعة التأشيرات وإصدارها من السفارات والقنصليات الدولية المختلفة في الاردن.
  6. مقدمين اللجوء: بسبب الحرب دخل عدد من المواطنين اليمنيين الى الأراضي الأردنية وتقدموا بطلبات اللجوء في المفوضية السامية للاجئين UNHCR وهذه الشريحة من الشرائح العالقة في المملكة الأردنية والتي لا تسمح لهم القوانين والتشريعات الأردنية بالعمل وهم أيضاً لا يستطيعون العودة الى اليمن.
الوصف: /storage/emulated/0/.polarisOffice5/polarisTemp/image1.png
 

 
 
 
ثالثاً: توضيح بخصوص الهيئة الادارية  للجالية اليمنية في الاردن.
في كل البلدان التي يتواجد فيها اليمنيين في الخارج تعمل وزارة شئون المغتربين على تكوين جاليات وهيئات إدارية رسمية لخدمة الرعايا اليمنيين المتواجدين في هذه البلدان وإدارة مصالحهم ومعالجة أزماتهم ومشاكلهم المختلفة والمتنوعة.
لسنوات عديدة لم يكن في الأردن هيئة إدارية خاصة بالجالية اليمنية في الأردن وفي تاريخ 6/1/2014م تم تكليف رئيس للجالية ونائبا له من قبل وزير المغتربين آنذاك بغرض العمل على تحسين فرص الاهتمام بالرعايا اليمنيين المقيمين والزائرين للأردن وتدعيم وتعزيز جهود السفارة اليمنية للقيام بهذه الأعمال ومساعدتها في حل ومعالجة المشاكل والتحديات التي تواجه المواطنين اليمنيين داخل الأراضي الأردنية, وبالرغم من مضي سنوات عديدة منذ قرار تعيين رئيس ونائب للجالية اليمنية الا أنه وحتى الآن لم يتم تشكيل هيئة ادارية عامة للجالية حتى يومنا هذا وكذلك اقتصرت أنشطتها على عدد قليل من الفعاليات الرسمية التي نفذتها رئاسة الجالية المعينة اقتصرت على بعض الأعياد الوطنية الرسمية التي نفذتها بشكل متقطع وغير مستمر ولم تقدم خدمات حقيقية لأبناء ورعايا الجالية اليمنية في الأردن  رغم وجود عدد كبير من المغتربين اليمنيين والذي يقدر عددهم تقريباً بأكثر من خمسين الف مواطن يمني متواجدين في الاراضي الأردنية بشكل مستمر أو مؤقت.
نعتقد من خلال ما نراه ومن تجربتنا في الميدان وبين شرائح المغتربين اليمنيين المختلفة والمتنوعة المتواجدين في الأردن أن تصحيح وتصويب وضع رئاسة الجالية اليمنية وتفعيل الهيئة الإدارية وحث الهيئة التنفيذية للجالية للقيام بواجباتها ومسئولياتها تجاه المواطنين والرعايا اليمنيين في الأردن واحدة من أهم النقاط التي يجب النظر اليها بعين الإعتبار خلال الفترة الحالية والمقبلة لما لها من دور فعال في مساعدة وإعانة الهيئة الدبلوماسية وملحقياتها المختلفة وخصوصاً ملحقية شئون المغتربين في حال قيامها بأعمالها ومهامها القانونية والأخلاقية دون تقصير أو إهمال.

 
 
 
رابعاً: اهم المشاكل والتحديات التي تواجه الجالية اليمنية في الأردن.
بالرغم من الجهود المستمرة التي تقوم بها السفارة اليمنية في الأردن والأدوار الحثيثة التي يبذلها معالي الأخ السفير علي العمراني في معالجة ومتابعة قضايا الرعايا اليمنيين في الأردن والإهتمام بشئونهم ومشاكلهم رغم قلة وشحة الإمكانيات الخاصة بالسفارة الا أن اليمنيين في الأردن كوضع كل اليمنيين في الخارج خلال هذه الفترة الحساسة والفارقة من تاريخ البلد يواجهون وتواجه الجالية اليمنية عدداً واسعاً من المشاكل والتحديات المتنوعة داخل المملكة الأردنية سنحاول هنا ذكر أهمها على شكل نقاط تجنباً للإطالة وهي كالتالي:
  • نقص وعدم توفر البيانات والمعلومات التفصيلية الخاصة بالمواطنين والجالية اليمنية المتواجدين في الأردن وعدم وجود قاعدة بيانات الكترونية خاصة بهذه البيانات والمعلومات يسهل الرجوع اليها عند الحاجة.
  • حالات التسرب والدخول الى سوق العمل الأردنية بالمخالفة للقوانين والتشريعات الأردنية النافذة من قبل بعض من يدخلون الى الأراضي الأردنية بغرض الزيارة أو العلاج.
  • عدم الإلتزام بتصحيح وتصويب الأوضاع القانونية للملتحقين بسوق العمل الأردنية المنتهية تصاريحهم وإقاماتهم وتراكم الغرامات اليومية عليهم بمقدار دينار ونصف لكل يوم يقيمون فيه بطريقة غير رسمية في الأراضي الأردنية وهو الأمر الذي يعرضهم للتوقيف الإداري في السجون الأردنية أو الترحيل من الأراضي الأردنية ومنعهم بشكل نهائي من دخول الأراضي الأردنية لمدة خمس سنوات.
  • بسبب توجه مجموعة من المواطنين اليمنيين للتسجيل في قوائم اللاجئين لدى المفوضية السامية للاجئين UNHCR ولمنع القانون الأردني منح تصاريح العمل للمسجلين في كشوفات اللاجئين يواجه عدد من اليمنيين الراغبين في الحصول على تصاريح عمل مشكلة مطالبة السلطات الأردنية لهم بإحضار إفادة من المفوضية بعدم وجود أسمائهم في تلك الكشوفات وترفض المفوضية توجيه وكتابة هذا النوع من الإفادات والرسائل.
  • مشكلة أخرى هي وجود عدد من الموقوفين إدارياً في السجون الأردنية بسبب مخالفات متعلقة بعدم شرعية الإقامة والتواجد في الأراضي الأردنية بسبب عدم وجود إقامات أو تصاريح عمل سارية المفعول وتراكم الغرامات عليهم جراء ذلك وعدم قدرتهم على دفعها وكذلك عدم وجود تذاكر سفر لإعادتهم الى اليمن في حال رغبتهم بالترحيل الاختياري وعدم القدرة على توفير تكاليفها.